لنزول التوراة حتى يكونوا بالأخذ بها والعمل بها أئمة ويكونوا هم الوارثين.
فمعنى الآية : إن الذي فرض عليك القرآن لتقرأه على الناس وتبلّغه وتعملوا به سيردّك ويصيّرك إلى محل تكون هذه الصيرورة منك إليه عودا ، ويكون هو معادا لك كما فرض التوراة على موسى ورفع به قدره وقدر قومه ، ومن المعلوم أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بمكة على ما فيها من الشدّة والفتنة ثم هاجر منها ثم عاد إليها فاتحا مظفرا وثبتت قواعد دينه واستحكمت أركان ملّته وكسرت الأصنام وانهدم بنيان الشرك ، والمؤمنون هم الوارثون للأرض بعد أن كانوا أذلّاء معذبين (١).
* * *
ملاحظات على «الميزان»
وقد نلاحظ على ما تقدم في عرض الأقوال بعض الملاحظات :
أولا : إن أكثر هؤلاء المفسرين قد تعاملوا مع كلمة (مَعادٍ) بالمطلق ، في ما يمكن أن تنطبق عليه ، ولم يلاحظوا خصوصية الجوّ الذي نزلت فيه الآية ، أو السياق الذي وضعت في داخله كما نلاحظ ذلك في تفسيرها بالموت ، أو بالقيامة أو بيت المقدس ، مع أنه لا ربط بين فرض القرآن في حركة الدعوة في الواقع ، وبين هذه الأمور.
ثانيا : إن ربط الآية بالجو العام في السورة من خلال استيحاء المعنى من قصة موسى في إيحاءاتها ، يتوقف على نزول هذه الآية في جوّ نزول الآيات السابقة ، بينما نجد أن هناك روايات تدل على نزول هذه الآية في حركة النبي
__________________
(١) (م. س) ، ج : ١٦ ، ص : ٨٨ ـ ٨٩.