يزعم محمد ـ بل هو من فكره الذاتي الذي صنعه ونسبه إلى الله ، ليحصل على الموقع المميز بيننا ، فهو كذب لا يخضع لحقيقة ، (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) من أهل الكتاب ، أو ممن يملكون ثقافة الكتاب في ما يتحدث به عن قصص الأولين ومفاهيم الكون والحياة والعقيدة والدار الآخرة ، مما لا يملك معرفته لأنه لا يملك مصادرها ، (فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) في كلامهم هذا ، لأنهم لم ينطلقوا من مواقع شاملة لحقائق الأمور ، ليستطيعوا الجزم بالافتراء في هذا القرآن ، لأن ذلك يعني اطلاعهم على الأساس الذي يكون به الإنسان رسولا أو غير رسول ، أو على ما يتميز به كلام الوحي عن غيره ، في ما هو المضمون الفكري للكلام ، كما أنهم لم يقدّموا أيّ دليل على مساعدة الآخرين له في ذلك ، في ما شاهدوه من طبيعة العلاقة في ما بينه وبينهم ، أو في ما يعرفونه من ثقافته الذاتية وثقافتهم ، فليس هناك إلا الانطلاق من فرضيّة معقّدة لا تخضع لفكر ، ولا تتحرك من معلومات ، وإنما تخضع للعقدة الذاتية في داخلهم ، في ما يواجهون به التحدي الرسالي الذي واجههم به الرسول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. ولهذا أطلقت الآيات الحكم على هذا الكلام الذي قالوه ، فاعتبرته ظلما ، من جهة أن الاتهام لم يكن دقيقا في معطياته ، كما جعلته حكما غير عادل ، وأنه زور ، لأن أيّ حكم لا ينطلق من مواقع العلم ، فهو باطل.
* * *
قالوا : القرآن .. أساطير الأولين
(وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها) ولو بواسطة تكليفه الذين يحسنون الكتابة ، أو بمعنى استكتبها ـ كما قيل ـ وذلك من خلال منافاة الكتابة للأمية في شخصيته. والأسطورة ، هي الخبر المكتوب ، ويغلب استعماله في الأخبار