بالعمق الفكري والروحي الذي يثبت الحق في أعماق الفكر والروح ، بالصورة الأفضل ، والأسلوب الأحسن ، والتفسير الأوضح ، حتى تكون الحجة لله على الناس في ذلك كله ، ولا يكون للناس على الله وعلى رسله أيّة حجة من قريب أو من بعيد.
* * *
منهج القرآن في التحدي المضاد
وهذا ما ينبغي للعالمين في سبيل الله ، والدعاة إليه ، أن ينهجوه في حركة التحدي المضاد عند ما يثأر الريب والشك والقلق والحيرة في فكر الأمة وحركتها ، فلا يكفي أن نقدم الكتب الدراسية التحليلية الشاملة التي تعالج المواضيع بطريقة عامة ، بل لا بد لنا من أن نحرك مفردات الأجوبة أمام مفردات علامات الاستفهام ، ونثير جزئيات الحلول أمام جزئيات المشاكل ، ونواجه مواقع الاتهام من خلال مواقع الدفاع ، لتعيش الأمة موقف القوّة في مجابهة القوّة المضادة ، لتكون هناك كلمة في مقابل كلمة ، وحركة في مواجهة حركة ، وحلّ في مجابهة مشكلة ، من أجل ثقافة تفصيلية عملية تحيط بالموقف من جميع الجهات.
* * *
مصير الكافرين .. الحشر على وجوههم
(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ) هؤلاء الذين يثيرون الغبار في أجواء الرسالات ، ويحاربون رسل الله وأولياءه ، من دون أن يملكوا أيّة حجة على ذلك كله في إثارتهم وحربهم ، (أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) وأيّ مكان أكثر شرّا من جهنم في ما تمثله من خزي وعار وسوء مصير وعذاب أمام