(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) بحيث يعيش الإنسان الشعور بالسرور عند ما ينظر إليهم وهم يؤمنون بالله ويتحركون في خط طاعته ورضاه على أساس الالتزام بالحق في كلّ أقوالهم وأفعالهم ، لأن الإنسان المؤمن لا يفكر في القضايا بطريقة ذاتية ، من خلال العلاقات الخاصة في الحياة بزوجه وولده ، بل يفكر بطريقة إيمانية مسئولة. وهذا هو ما يخصص التمنيات بالجانب الإسلامي من شخصية الأزواج والأولاد بالإضافة الى ما يحبه الإنسان من جوانب أخرى.
(وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) في ما يحبه المؤمن لنفسه من التقدم في مجالات الخير ، والدعوة إلى الله والعمل في سبيله ، والالتزام بالخط المستقيم في العقيدة والشريعة والحياة ، بحيث يبلغ الدرجة العليا في ذلك ، حيث الإمامة والقيادة. وذلك هو طموح المؤمنين في الحياة ، في عملية التسامي في آفاق التقوى في ما يجاهدون به أنفسهم ، ويطوّرون به معارفهم ، فلا تتوقف طموحاتهم على شؤونهم الذاتية في الحاجات الدنيوية الطبيعية ، بل تنطلق إلى مواقع رضوان الله ، انطلاقا مما دعا الله إليه عباده المؤمنين من استباق الخيرات ، والمسارعة إلى المغفرة والجنة والتنافس في درجات الحصول على رضاه.
* * *
بالصبر نوال النعم
(أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) لعل كلمة الغرفة واردة على سبيل الكناية عن الدرجة العالية في الجنة ، والمقصود بالصبر الذي يبلغ به هؤلاء علوّ
__________________
ـ هذه الآية .. قال : مستبصرين ليسوا بشكّاك ، الكافي ، الكليني ، ج : ٨ ، باب : ٨ ، ص : ١٧٨ ، رواية : ١٩٩.