الآية
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٨٣)
* * *
جزاء المتقين
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) إنه المقياس الدقيق في مسألة الذين ينالهم الله برحمته ، ويدخلهم في جنته ، بعيدا عن كل الشكليات السطحية في سلوكهم ، فلا بد لهم من أن يعيشوا الحياة الإنسانية في موقع التوازن الذي يعرف فيه الإنسان قدر نفسه بشكل دقيق ، كما يعرف قدر غيره ، ليتواضع في نفسه عند ما يعرف نقاط ضعفها ونقاط قوتها ، وليتواضع لغيره عند ما يقارن بين نقاط قوة الآخرين ، ونقاط ضعفه ، وبذلك يعرف لكل إنسان حقه وقدره ، فيدفعه ذلك إلى الامتناع عن نزعة التكبر والاستعلاء وإرادة العلو في الأرض على الناس.
وإذا كانت الآية تتحدث عن الإرادة كحالة داخلية في شخصية الإنسان ، فليس المقصود بها الجانب الداخلي في ذاته ، كما لو كان معنى في النفس أو