(وَيَمْحَقَ) : يبطل وينقص ويهلك. والمحق : إنفاد الشيء تدريجيا وإزالته شيئا فشيئا ، والمحق ـ كما يقول الراغب ـ : النقصان ، ومنه : المحاق لآخر الشهر (١). والمحق يكون في النفوس كما يكون في الصفوف.
(تَمَنَّوْنَ) : من التمني. قال في المجمع : الفرق بين التمني والإرادة ، أن الإرادة من أفعال القلوب ، والتمني قول القائل ليت كان كذا. وقيل : إن التمني معنى في القلب يطابق هذا القول ، والصحيح هو الأول (٢).
* * *
مناسبة النزول
جاء في مجمع البيان : «قيل : نزلت الآية تسلية للمؤمنين لما نالهم يوم أحد من القتل والجراح ، عن الزهري وقتادة وابن أبي نجيح. وقيل : لما انهزم المسلمون في الشعب ، وأقبل خالد بن الوليد بخيل من المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم لا يعلنّ علينا ، اللهم لا قوّة لنا إلا بك ، اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة إلا هؤلاء النفر ، فأنزل الله تعالى الآية ، وتاب نفر رماة (٣) فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم ، وعلا المسلمون الجبل ، فذلك قوله تعالى : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) ، عن ابن عباس. وقيل : نزلت الآية بعد يوم أحد حين أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه بطلب القوم ، وقد أصابهم من الجراح ما أصابهم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يخرج إلا من شهد معنا بالأمس ، فاشتد ذلك على المسلمين ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، عن الكلبي ، ودليله قوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا) في ابتغاء القوم ، الآية» (٤).
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٤٨٤.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٨٤٦.
(٣) كذا وردت ، والصحيح : وثاب نفر من الرماة. وثاب : أي : عاد ورجع.
(٤) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٨٤٣.