المتخذ ، ومنه : بوّأت بالذنب ، أي : رجعت به محتملا له (١).
(تَفْشَلا) : تضعفا وتجبنا ، قال الراغب : الفشل ضعف مع جبن (٢).
* * *
النبي يخطّط لمعركة أحد
كانت واقعة أحد من أهمّ الوقائع الإسلامية الحربية التي عاش المسلمون فيها حالة النصر كأفضل ما يكون ، ثم حوّلوها إلى هزيمة منكرة بفعل الممارسات الخاطئة التي انحرف فيها الكثيرون من المقاتلين عن الهدف الذي يفرض عليهم الانضباط في ما تقتضيه خطّة الحرب من مواقع ومواقف ...
وفي هذه المعركة انطلقت قريش إلى حرب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هزيمتها الساحقة في بدر من أجل الثأر لكرامتها وقتلاها ، والقضاء على قوّة الإسلام المتنامية المتصاعدة في بداياتها. عند ما عرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالخبر استعد لقتالهم وخرج في ألف مقاتل ، ولكن عبد الله بن أبي ـ رأس المنافقين في المدينة ـ استطاع أن يدفع ثلاثمائة منهم إلى التراجع ... وحاول ذلك مع حيّين من الأنصار ، وهما بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس ، فلم يفلح بعد أن كاد يصل إلى خطته ...
ورسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الخطّة للمعركة ، وكان من ضروراتها سدّ بعض الثغرات التي تطل على أرض المعركة مما يعتبر نقطة ضعف في دفاعات المسلمين ، فجعل على تلك الثغرة الواقعة في جبل خلف جيش المسلمين خمسين من الرماة ، بقيادة عبد الله بن جبير وأمرهم بالثبات في كل الحالات ، سواء كانت الغلبة للمسلمين أم للكافرين ... ودارت المعركة التي تروي تفاصيلها كتب
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٨٢٣.
(٢) مفردات الراغب ، ص : ٣٩٤.