القضايا الإسلامية العامّة. ولكن ذلك لا يمنع من التعايش والتعاون في الأمور الأخرى التي يمكن فيها توفير بعض الحماية للأسرار ، لأنها لا تتضمن سرّا ولا تمثل خطرا من قريب أو من بعيد.
* * *
مشاعرهم ليست خالصة
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً) واجهوا الواقع بمنطق الواعين الذين يتحركون في علاقاتهم على أساس الوعي العميق لانتماءات أصحابهم الذين تفرض عليهم الأوضاع العائلية والاجتماعية صحبتهم والتعامل معهم ، في دراسة شاملة لكل منطلقاتهم والتزاماتهم وخلفياتهم الدينية والسياسية ، لتكونوا حذرين في أحاديثكم معهم ، في أسراركم التي تتحدّثون بها معهم ، وفي أوضاع المسلمين التي تثيرونها معهم ، وفي الأجواء الداخلية والخارجية التي يدخلونكم فيها من أجل مختلف التأثيرات السلبية والإيجابية مما يعملون على إثارته في ساحاتكم.
فإن اختلاف الانتماء ـ لا سيما في حالات الصراع المرير ـ قد يؤدّي إلى الاختلاف في النوايا والدوافع والمواقف ، الأمر الذي قد يكون موضع استغلال للعلاقات الحميمة من قبل أيّ طرف ضد الطرف الآخر للإساءة إلى فريقه لحساب الفريق الآخر.
(مِنْ دُونِكُمْ) من هؤلاء الذين يختلفون معكم في الإسلام على مستوى الانتماء إلى الدين الآخر ، أو إلى الخط الآخر ممن تخوضون معهم الصراع الحادّ على جميع المستويات أو على مستوى انتمائهم الإسلامي الظاهري مع استبطانهم الكفر ، فلا تدخلوهم في الأجواء الخفية التي يتحرك فيها الواقع الإسلامي الداخلي ، ولا تفسحوا لهم المجال ليكونوا في المواقع المتقدمة من الساحة الإسلامية في الوظائف التي توظفونهم فيها ، والأماكن التي تضعونهم