حلو ومرّ كعطف القدح مرّته |
|
بكل إني قضاء الليل ينتعل |
وحكى الأخفش أنو بالواو (١).
(يُسارِعُونَ) : المسارعة : المبادرة ، وهي من السرعة ، والفرق بين السرعة والعجلة أن السرعة هي التقدم في ما يجوز أن يتقدم فيه وهي محمودة ، وضدّها الإبطاء وهو مذموم ، والعجلة هي التقدم في ما لا ينبغي أن يتقدم فيه ، وهي مذمومة ، وضدها الأناة وهي محمودة.
(يُكْفَرُوهُ) : يمنع عنهم جزاؤه. قال صاحب المجمع : وسمي منع الجزاء كفرا على الاتساع لأنه بمنزلة الجحد والستر له (٢) ، وأصل الكفر الستر ، وضدّه الشكر : وهو الإظهار ، وقد مرّ سابقا.
(تُغْنِيَ) : يقال : أغنى عنه : إذا دفع عنه ضررا لولاه لنزل به ، وإذا قيل أغناه كذا عن كذا : أفاد أن أحد الشيئين صار بدلا عن الأمر في نفي الحاجة. والغنى : الاختصاص بما ينفي الحاجة ، فإن اختص بمال ينفي الحاجة فذلك غنى ، وكذلك الغنى بالجاه والأصحاب وغير ذلك. فأما الغنى في صفات الله فهو اختصاصه بكونه قادرا على وجه لا يعجزه شيء. وقولنا فيه : إنه غني معناه : أنه لا تجوز عليه الحاجة ـ هذا ما جاء في مجمع البيان (٣) ـ.
(صِرٌّ) : برد شديد.
* * *
مناسبة النزول
قيل ـ كما في مجمع البيان ـ : «سبب نزول هذه الآية أنه لما أسلم عبد الله بن سلام وجماعة ، قالت أحبار اليهود : ما آمن بمحمد إلا شرارنا ، فأنزل
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٨١٤.
(٢) (م. ن) ، ج : ٢ ، ص : ٨١٨. ٨٤٨ ـ ٨٤٩.
(٣) انظر : (م. ن) ، ج : ٢ ، ص : ٨١٧.