سبيل السلامة في الدنيا والآخرة وموارد الهلاك ، لتأخذوا تلك وتتركوا هذه (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) إلى الحق والصواب بالمعرفة الواضحة والحجة القوية والمنهج القويم.
* * *
من وحي «الاعتصام بحبل الله»
وقد نستوحي من كلمة «الاعتصام بحبل الله» وإلحاقها بكلمة : (وَلا تَفَرَّقُوا) ، أن من الضروري للمسلمين أن يتلمسوا الركائز التي ترتكز عليها الوحدة من خلال ما يلتقون عليه من مبادئ الإسلام ومفاهيمه العامة ، ليشعروا بالوحدة الفكرية والعملية التي تجمعهم ، ويتركوا ما اختلفوا فيه من ذلك ، فيرجعوا فيه إلى الله والرسول في ما أفاض فيه القرآن من أساليب وقواعد للحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة ، ويبتعدوا عن الاستغراق في خلافاتهم من مواقع العقدة الطائفية المشبعة بالحقد والضغينة ومختلف عوامل الإثارة ... فإن السير على هذا الخط ينطلق من الاعتصام بحبل الله ، الذي يجمع ولا يفرّق. وقد يبدو للبعض أن مفهوم «الاعتصام بحبل الله» يفرض الالتقاء على المبادئ الأصيلة في الكتاب والسّنة ، فلا يشمل الحالات التي يشعر فيها كل فريق بأن الفريق الآخر لا يصدر عن الحقيقة في عقيدته وفي علمه ، مما يجعل الالتقاء به ـ على هذا الصعيد ـ التقاء مع الانحراف والضلال ...
ولكننا نحسب أن هذه الفكرة غير دقيقة ، لأن المفهوم من «الاعتصام بحبل الله» هو اعتبار الكتاب أساسا للوحدة في المبادئ المتفق عليها ، وفي أسلوب الوصول إلى الوفاق في المبادئ المختلف عليها ، لأن الرجوع إلى الكتاب يعني الالتزام بقواعده وتشريعاته في طبيعة الفكرة وفي أسلوب الوصول إليها. وإننا نعتقد أن السبب في ما وصل إليه المسلمون من تناحر واختلاف