الحاضرة والمستقبلة ، فمن حقهن أن يملكن الإرادة في ما يريدون وما لا يردن.
* * *
الأخذ بموعظة الله أزكى وأطهر لمن يؤمن
(ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وتلك هي موعظة الله لمن يخافون الله ويخافون حساب الآخرة ، انطلاقا من الإيمان بالله واليوم الآخر الذي يدفع الإنسان إلى التفكير في الأمور من خلال الآفاق الرحبة التي تتجاوز الزوايا الضيقة التي تحاصره ، فتضعه في دائرة معزولة عن الأفق الواسع. فإن قيمة الإيمان بالله ، أنه يدفع الإنسان للتفكير بالأشياء من خلال ما يحبه الله له في حياته ، لأنه الأعلم بما يصلحه ويفسده. أما قيمة الإيمان باليوم الآخر ، فتتمثل في الرغبة في الحصول على ثواب الله والابتعاد عن عقابه ، من خلال ما يأخذ به أو يترك من الأقوال والأعمال والمواقف والعلاقات.
(ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ) فهو الذي يحقق لكم التوازن النفسي والعملي ، ويربطكم بالواقع الذي تتحركون فيه ، لتنظروا إليه من خلال حركة النمو الروحي في وجدانكم بما يفتح لكم من الآفاق الواسعة التي تتحسس النتائج الإيجابية في الأمور من أكثر من موقع ، ومن خلال الطهارة الفكرية والعملية التي تجعلكم تبتعدون عن كل قذارات الجاهلية في أنانياتها وعصبياتها وآفاقها الضيقة وعنفوانها الكاذب ... (وَاللهُ يَعْلَمُ) كل أسرار الحياة الخفية الكامنة في الواقع الفردي والاجتماعي للناس ، فيأمركم وينهاكم تبعا لذلك. (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) حقائق الأشياء ، فتتحركون من خلال الحالة الانفعالية الضبابية التي تحجب عنكم وضوح الرؤية للأشياء ، فتتخبطون في مشاكلكم من خلال الجهل الضاغط على حياتكم كلها.
وبذلك يتحقق لهم النمو والطهارة بشكل أفضل وأعلى ، لأن ذلك يحفظ