(فَعِدَّةٌ) : فعلة من العدّ ، وهي بمعنى المعدود كالطحن بمعنى المطحون.
(يُطِيقُونَهُ) : يتحملونه بمشقة شديدة وجهد كبير ، ويؤيده قراءة ابن عباس : يطوقونه : من الطاقة اي : المشقة في مثل حال الكبير الهرم ، والحامل ، والمرضع ، والمريض الذي لا يرجى برؤه ونحوهم.
(فِدْيَةٌ) : ما يقي به الإنسان نفسه من مال يبذله في عبادة قصّر فيها. والفدية : ما يبذل ، والفداء : اسم لذلك المبذول.
(وَالْفُرْقانِ) : ما يفرق بين الحق والباطل ، والفرقان : كلام الله تعالى. والفرقان : يوم بدر فإنه أوّل يوم فرق فيه بين الحق والباطل. وهذا ما جاء في قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) [الأنفال : ٤١].
* * *
الصيام مع بعض أحكامه
وهذا تشريع عبادي جديد أراد الله لعباده أن يتعبدوا له فيه ، من أجل أن يحققوا لأنفسهم البناء الروحي والعملي من خلال ذلك ، كما هو الحال في العبادات الأخرى التي لم يجعلها الله استغراقا في ذاته أو غيبوبة في قدسه ، ليبتعدوا بذلك عن حياتهم ، بل جعلها انطلاقه في وعي الإنسان لعلاقته بربه ، من حيث هي عبودية ومسئولية وانفتاح ، لتؤكد له إنسانيته الصافية النقية البعيدة عن كل خبث وزيف ورياء ، وعن كل ضعف وحقد وانحراف ، والقريبة من المعاني الروحية التي تنبي للإنسان حياته على الصورة التي يحبها الله ويرضاها ، فهي تلتقي بالحياة من خلال التقائه بالله.