المؤمنين الذين عاشوا الإيمان بالله في موقف الهجرة والجهاد في سبيل الله ، وتحركوا من القاعدة الصلبة التي تحرك خطواتهم في الحياة.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ) فهم يرجون رحمة الله التي لا تنال الكافرين البعيدين عن أجواء الإيمان. فإذا أخطأ هؤلاء المؤمنون في بعض ممارساتهم وكلماتهم ، فإنهم يرجون ـ في عمق إيمانهم ـ أن يرحمهمالله ، ويغفر لهم ذنوبهم ، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، انطلاقا من إيمانهم بالحقيقة الإلهية (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
* * *
تفسير الميزان وحبط الأعمال
هناك عدة أحاديث تثيرها كلمة : (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) في مقام الجدال :
١ ـ تناول صاحب الميزان المسألة في تفسير قوله تعالى : (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) فقال : «الذي ذكره تعالى من أثر الحبط : بطلان الأعمال في الدنيا والاخرة معا. فللحبط تعلّق بالأعمال من حيث أثرها في الحياة الآخرة ، فإن الإيمان يطيب الحياة الدنيا كما يطيب الحياة الآخرة ، قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل : ٩٧] ، وخسران سعي الكافر ، وخاصة من ارتد إلى الكفر بعد الإيمان ، وحبط عمله في الدنيا ظاهر لا غبار عليه ؛ فإن قلبه غير متعلق بأمر ثابت ، وهو الله سبحانه ، يبتهج به عند النعمة ، ويتسلّى به عند المصيبة ، ويرجع إليه عند الحاجة. قال تعالى : (أَوَ