نَفْسَهُ) [البقرة : ٢٣١] فإن الرد إلى حبال الزوجية للإضرار منكر ، وليس معروفا.
(تَسْرِيحٌ) : مأخوذ من السرح ، وهو الإطلاق. وسرح الماشية في المرعى سرحا : إذا أطلقها. والسرحة : الشجرة المرتفعة لانطلاقها في جهة الطول. والمسرح : المشط لإطلاق الشعر به.
(بِإِحْسانٍ) : بمعروف ، وذلك بأداء حقوقها المالية دون أن يذكرها بعد المفارقة بسوء. والإحسان يطلق على وجهين : الأول : الإنعام على الناس ، والثاني : الإحسان في فعله.
(يَخافا) : معناه : يظنا. وقال أبو عبيدة : معناه : يوقنا. (فَإِنْ خِفْتُمْ) ها هنا بمعنى: أيقنتم.
* * *
مناسبة النزول
جاء في المجمع : «روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن امرأة أتتها فشكت أن زوجها يطلقها ويسترجعها يضارّها بذلك ، وكان الرجل في الجاهلية إذا طلق امرأته ثم راجعها قبل أن تنقضي عدتها كان له ذلك ، وإن طلقها ألف مرة لم يكن للطلاق عندهم حد. فذكرت ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) فجعل حدّ الطلاق ثلاثا» (١).
«وروي أنه قيل للنبي : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) ، فأين الثالثة؟ قال : (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ). وقوله : (إِلَّا أَنْ يَخافا) فأنزل في ثابت بن قيس بن شماس وزوجته جميلة بنت عبد الله بن أبي ، وكان يحبها وتبغضه ، فقال لها :
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٥٧٧.