(وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)
٤ ـ في أجواء الحديث عن الطلاق ، جاءت هذه اللفتة القرآنية : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ...) لتضع العلاقة بين الرجل والمرأة في نطاقها الإسلامي ، الذي يرتكز على الأسلوب الواقعي الحكيم ، من خلال تشريعه لبناء الأسرة في حياة المجتمع.
فالرجل والمرأة يلتقيان في خط المسؤولية على صعيد واحد ، فليس هناك أيّ انتقاص من شخصية المرأة كإنسان في ما أوجبه الله وما حرّمه ، وفي ما أباحه وما دعا إليه ... فالمرأة الزانية والسارقة في نص القرآن ، كالرجل الزاني والسارق في ما ألزمهما به من حدّ وعقوبة ، والمرأة الصالحة كالرجل الصالح في ما أعدّ الله لهما من ثواب. فلا زيادة لثواب الرجل على صلاته وصومه وصدقه وعفته على ثواب المرأة في ذلك كله. وهذا ما نصت عليه الآية الكريمة :
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب : ٣٥].
فإننا نستشف من هذه الآية وغيرها أن الرجل والمرأة سواء في التقييم من حيث طبيعة المسؤولية كمبدإ ، ومن حيث نتائجها العامة والخاصة ... ما يعني تسوية مطلقة في هذا المجال. وتبقى القضية ، في مجال العلاقات بينهما ، تتخذ سبيلا آخر في حساب المسؤولية المشتركة ، من حيث توزيع الأدوار في نطاق نظام العائلة وفي غيره. فقد جعل الإسلام للرجل امتيازا نابعا من بعض