عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله جعفر الصّادق عليهالسلام قال : «إن رجلا من الأنصار على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج في بعض حوائجه ، فعهد إلى امرأته عهدا ألّا تخرج من بيته حتى يقدم ، قال : وإن أباها مرض ، فبعث المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم ، وإن أبي قد مرض ، فتأمرني أن أعوده؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك. فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك ، فقالت : فتأمرني أن أعوده؟ فقال : اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك. قال : فمات أبوها ، فبعثت إليه : إن أبي قد مات ، فتأمرني أن صلي عليه؟ فقال : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك. قال : فدفن الرجل ، فبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك» (١).
فإنهم يرون أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منع هذه المرأة من الخروج من بيتها لعيادة أبيها أولا ، ولحضور جنازته ثانيا إطاعة لزوجها. فلو كان لها الحق في الخروج في مثل هذه الحالة التي كان فيها زوجها في السفر ، بحيث لا حاجة له بها من ناحية الاستمتاع ، لكان خروجها أمرا راجحا في نفسه لقضاء حق أبيها ، من دون الابتعاد عما لزوجها من الحق. ولكننا نلاحظ أن المورد من موارد الحق الزوجي الطبيعي ، لأنه أراد منها أن تكون على استعداد دائم لاستقباله ، لأن من الممكن أن يأتي في أية لحظة فيجدها في البيت.
كما أن هناك نقطة أخرى ، وهي أن الزوج الذي يكون على علاقة طبيعية مع أهل زوجته ، أو الذي لا يكون على مثل هذه العلاقة ، لا يمكن أن يمنع زوجته من عيادة أبيها أو حضور جنازته ، لأنه من الحقوق الاجتماعية أو العائلية العامة في نظر الناس ، بحيث يعدّ الإنسان الذي لا يقوم بها ، أو الذي يمنع منه ، خارجا عن المألوف وبعيدا عن الحس الإنساني مما لا يقبله أي
__________________
(١) الكافي ، ج : ٥ ، ص : ٥١٣ ، رواية : ١.