تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء : ١٧٦] ، ويمكن أن لا يكون بتقدير لا.
* * *
مناسبة النزول
قيل : إن الآية نزلت في عبد الله بن رواحة الذي حلف أن لا يدخل على ختنه (١) ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته ، فكان يقول : إني حلفت بهذا فلا يحلّ لي أن أفعله فنزلت الآية (٢) وقال المفسرون : إن كلمة (عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) تحتمل عدة معان :
أحدها : المانع والحاجز من الاعتراض بين الأشياء ، فتكون نهيا عن جعل اليمين حاجزا بين الإنسان وبين البر والتقوى والإصلاح.
ثانيها : الحجة والمبرّر عن الامتناع عن هذه الأمور ، باعتبار اضطرار الإنسان إلى الالتزام بيمينه.
وثالثها : المعرض ، بمعنى أن تكون اليمين عادة تجعل الله معرضا للحلف به دائما في الحق والباطل. وقد قيل إن من أكثر ذكر شيء ، فقد جعله عرضة له (٣).
وقد يبدو لنا أن الآية لا تبتعد عن الأجواء الثلاثة ، من خلال اختيار المعنى الثالث ، الذي يوحي بأن الابتذال والإكثار من اليمين في كل شيء قد يؤدي إلى المنع من البر والتقوى والإصلاح بين الناس ، لأن العادة قد تجعله
__________________
(١) الختن : زوج البنت أو الأخت.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٥٦٦.
(٣) انظر : م. ن ، ج : ٢ ، ص : ٥٦٧.