الرجل والمرأة. مما يجعل من كلمة «الحرث» تعبيرا عن هذا المزيج المركب من عنصر الحياة في الرجل والمرأة.
وربما كان من الضروري أن ندرس الكلمة في إيحاءاتها الإيجابية في المضمون والمعنى ، بدلا من الإيحاءات السلبية في الشكل والصورة.
أما كلمة «الوطء» أو «تحت الرجل» ، فإنها تمثل الوضع الطبيعي لعملية الجماع الذي ينحني فيه جسد الرجل على جسد المرأة ، فليست القضية قضية وطء للإنسانية ، أو تحتية معنوية للمرأة ، بل هي قضية شكل عادي من أشكال العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة من خلال الخصوصيات الذاتية للمسألة ، من دون أن يكون لذلك أي مدلول سلبي في المسألة الإنسانية المعنوية التي تنتقص من مكانة المرأة ، فربما يكون «الفوق» في المادة «تحتا» في الروح وفي المعنى ، بينما يكون «التحت» في الواقع «فوقا» في القيمة ، وقد يتساويان.
إن قيمة النص القرآني ، هو أنه يعمل على أن يسمّي الأشياء بأسمائها ، تدليلا على واقعية الحياة الإنسانية بصورتها الطبيعية في حركة الإنسان في نفسه وفي العلاقات الإنسانية بين الناس. فهو يتحدث عن الجنس كما يتحدث عن الطعام والشراب ، مع بعض ألوان الاستعارة والكناية في أسلوب التعبير ، للتخلص من بعض المشاعر الحادّة السلبية في بعض التعابير.
ولكن بعض الكتّاب يحاولون التفلسف في بعض الإيحاءات التي لا توحي بها الكلمة ، من خلال العقدة اللاشعورية تجاه الدين.
إننا نحب أن نقول لهم : إن الكلمة عند ما تنطلق من وجدان قائلها ، فقد ينفتح على أفق معين في بعض الحالات ، كما ينفتح على أفق آخر في حالة أخرى ، فلا بد ـ في استيحاء الكلمة ـ من قراءة الكلام من الأفق الذي ينطلق من عمق الوجدان النفسي والفكري للمتكلم ، لا من الأفق المملوء بالضباب في وجدان القارئ أو السامع الذي ينتقل من عقدة إلى عقدة في الفهم ، حتى