٦٥٠ ـ الشيخ «ره» في مجالسه روى بأسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن الحسن «عليهالسلام» في خطبة خطبها عند صلح معاوية بمحضره ، قال «عليهالسلام» فيها : فكان أبي سابق السابقين الى الله عزوجل والى رسوله «ص» وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ،) فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأوّلهم الى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده وسعته نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ،) فالنّاس من جميع الأمم تستغفر له لسبقه إيّاهم الى الإيمان بنبيّه «ص» وذلك إنّه لم يسبقه الى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ،) فهو سابق جميع السّابقين فكما أنّ الله عزوجل فضّل السّابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فضّل سابق السّابقين على السابقين ، الى آخر الخطبة (١).
قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)
٦٥١ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن عبد العزيز بن المهتدي عن رجل عن أبي الحسن الماضي «عليهالسلام» في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ،) قال : صلة الإمام في دولة الفسقة (٢).
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ...) (١٢)
__________________
(١) البرهان ص ١٠٨٤ وامالي الشيخ ج ٢ / ١٧٨.
(٢) روضة الكافي ص ٢٦١ ح ٣٠٢ ونحوه في الاصول ج ١ ص ح ٤ باب صلة الإمام.