أرسلنا ، ولم يتقدم ذكر الإرسال ، ولكن ذكر النبي والمرسل إليهم يدل على ذلك.
هل يتعلقان بالفعل الناقص؟
من زعم أنه لايدل على الحدث منع من ذلك ، وهم المبرد فالفارسي فابن جني فالجرجاني فابن برهان ثم الشلوبين ، والصحيح : أنها كلها دالة عليه إلا «ليس».
واستدل لمثبتي ذلك التعلق بقوله تعالى : (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا) (يونس / ٢) ; فإن اللام لا تتعلق بـ «عجباً» ; لأنه مصدر مؤخر ، ولا بـ «أوحينا» ; لفساد المعنى ، ولأنه صلة لـ «أن». وقد مضى عن قريب أن المصدر الذي ليس في تقدير حرف موصول ولا صلته لايمتنع التقديم عليه ، ويجوز أيضاً أن تكون متعلقة بمحذوف هو حال من «عجباً».
هل يتعلقان بالفعل الجامد؟
زعم الفارسي في قوله : (١)
٣٦٣ ـ ونعم مَزكَأمَن ضاقت مَذاهبه |
|
ونعم من هو في سرو إعلان |
أن «من» نكرة تامة تمييز لفاعل «نعم» مستتراً ، كما قال هو وطائفة في «ما» من نحو (فَنِعِمّاهِىَ) (البقرة / ٢٧١) ، وأن الظرف متعلق بـ «نعم» وزعم ابن مالك أنها موصولة فاعل ، وأن «هو» مبتدأ ، خبره «هو» اُخرى مقدرة على حد قول أبي النجم العجلي :
__________________
١ ـ تقدم برقم ٢٨٥.