الرؤية يومان ، وعليهما فالجملة اسمية لا محل لها ، و «منذ» خبر على الأول ومبتدأ على الثاني ، وقال الكسائي وجماعة : المعنى منذ كان يومان ، فـ «منذ» ظرف لما قبلها ، وما بعدها جملة فعلية فعلها ماض حذف فعلها ، وهي في محل خفض ، وقال آخرون : المعنى من الزمن الذي هو يومان ، و «منذ» مركبة من حرف الابتداء و «ذو» الطائية واقعة على الزمن ، وما بعدها جملة اسمية حذف مبتدؤها ، ولا محل لها ; لأنها صلة.
ومنها : جملة البسملة ، فإن قدر : ابتدائي باسم الله فاسمية وهو قول البصريين ، أو أبداُ باسم الله ففعلية وهو قول الكوفيين وهو المشهور في التفاسير والأعاريب ، ولم يذكر الزمخشري غيره ، إلا أنه يقدر الفعل مؤخراً ومناسباً لما جعلت البسملة مبدأ له ، فيقدر : باسم الله أقراُ ، باسم الله أحلّ ، باسم الله أرتحل ، ويؤيده الحديث عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «باسم الله وضعت جنبي لله (١)».
انقسام الجملة إلى صغرى وكبرى
الكبرى : هي الاسمية التي خبرها جملة ، نحو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) : «وإنه لهو الصدّيق الأكبر ،» (٢) وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «الدنيا تغرّو تضرّ وتمرّ» (٣)
والصغرى : هي المبنية على المبتدأ ، كالجملة المخبر بها في المثالين.
وقد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين ، نحو : «زيد أبوه غلامه
__________________
١ ـ المصباح : ٤٦.
٢ ـ معاني الأخبار : ٤٠٢.
٣ ـ نهج البلاغة : ٤٠٧ / ١٢٧٩.