منطلق» فمجموع هذا الكلام جملة كبرى لا غير ، و «غلامه منطلق» صغرى لا غير ; لأنها خبر ، و «أبوه غلامه منطلق» كبرى باعتبار «غلامه منطلق» ، صغرى باعتبار جملة الكلام ، ومثله : (لكِنّا هُوَ اللهُ رَبّي) (الكهف / ٣٨) ، إذ الأصل : لكن أنا هو الله ربي ، ففيها أيضاً ثلاثة مبتدآت إذا لم يقدر «هو» ضميراً له سبحانه ولفظ الجلالة بدل منه أو عطف بيان عليه كما جزم به ابن الحاجب ، بل قدر ضمير الشأن وهو الظاهر ، ثم حذفت همزة «أنا» حذفاً اعتباطياً.
تنبيهان
الأول : ما فُسرت به الجملة الكبرى هو مقتضى كلامهم ، وقد يقال : كما تكون مصدرة بالمبتدأ تكون مصدرة بالفعل ، نحو : «ظننت زيداً يقوم أبوه».
الثاني : إنما قلنا : صغرى وكبرى موافقة لهم ، وإنما الوجه استعمال «فُعلى أفعل» بـ «أل» أو بالإضافة ، ولكن ربما استعمل أفعل التفضيل الذي لم يرد به المفاضلة مطابقاً مع كونه مجرداً.
وقد يحتمل الكلام الكبرى وغيرها. ولهذا النوع أمثلة :
أحدها : نحو : (أَنَا آتِيكَ بِهِ) (النّمل / ٤٠) إذ يحتمل (آتِيكَ) أن يكون فعلاً مضارعاً ومفعولاً ، وأن يكون اسم فاعل ومضافاً إليه مثل (وَإنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ) (هود / ٧٦) (وَكُلُّهُمْ آتِيه يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) (مريم / ٩٥) ويؤيده أن أصل الخبر الإفراد ، وأن حمزة يميل الألف من (آتِيكَ) وذلك ممتنع على تقدير انقلابها من الهمزة.
الثاني : نحو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : «أنت في الجنة» (١) ; إذ يحتمل
__________________
١ ـ تذكرة الخواص : ٤٩٨.