هو منتهى كمالات القوة العملية. وقيل هو استطراد بذكر بعض أحوال النفس ، والجواب محذوف تقديره ليدمدمنّ الله على كفار مكة لتكذيبهم رسوله صلىاللهعليهوسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا عليه الصلاة والسلام.
(وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) نقصها وأخفاها بالجهالة والفسوق ، وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(١٣)
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) بسبب طغيانها ، أو بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى كقوله : (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) وأصله طغياها وإنما قلبت ياؤه واوا تفرقة بين الاسم والصفة ، وقرئ بالضم ك (الرُّجْعى).
(إِذِ انْبَعَثَ) حين قام ظرف ل (كَذَّبَتْ) أو طغوى. (أَشْقاها) أشقى ثمود وهو قدار بن سالف ، أو هو ومن مالأه على قتل الناقة فإن أفعل التفضيل إذا أضفته صلح للواحد والجمع وفضل شقاوتهم لتوليهم العقر.
(فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ) أي ذروا ناقة الله واحذروا عقرها. (وَسُقْياها) وسقيها فلا تذودوها عنها.
(فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها)(١٥)
(فَكَذَّبُوهُ) فيما حذرهم منه من حلول العذاب إن فعلوا. (فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) فأطبق عليهم العذاب وهو من تكرير قولهم ناقة مدمومة إذا ألبسها الشحم. (بِذَنْبِهِمْ) بسببه. (فَسَوَّاها) فسوى الدمدمة بينهم أو عليهم فلم يفلت منهم صغير ولا كبير ، أو ثمود بالإهلاك.
(وَلا يَخافُ عُقْباها) أي عاقبة الدمدمة أو عاقبة هلاك ثمود وتبعتها فيبقي بعض الإبقاء ، والواو للحال وقرأ نافع وابن عامر فلا على العطف.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من قرأ سورة والشمس فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر».