لكثرة الصحف أو شدة التطاير.
(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ)(١٤)
(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) قلعت وأزيلت كما يكشط الإهاب عن الذبيحة ، وقرئ «قشطت» واعتقاب القاف والكاف كثير.
(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أوقدت إيقادا شديدا وقرأ نافع وابن عامر وحفص ورويس بالتشديد.
(وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) قربت من المؤمنين. (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) جواب (إِذَا) وإنما صح والمذكور في سياقها اثنتا عشرة خصلة ست منها في مبادئ قيام الساعة قبل فناء الدنيا وست بعده ، لأن المراد زمان متسع شامل لها ولمجازاة النفوس على أعمالها ، و (نَفْسٌ) في معنى العموم كقولهم تمرة خير من جرادة.
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ)(١٨)
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخر ، وهي ما سوى النيرين من الكواكب السيارات ولذلك وصفها بقوله :
(الْجَوارِ الْكُنَّسِ) أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذا دخل كناسه ، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر.
(وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) أقبل ظلامه أو أدبر وهو من الأضداد يقال عسعس الليل وسعسع إذا أدبر.
(وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) أي أضاء غبرته عند إقبال روح ونسيم.
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)(٢٢)
(إِنَّهُ) أي القرآن. (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) يعني جبريل فإنه قاله عن الله تعالى.
(ذِي قُوَّةٍ) كقوله شديد القوى. (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) عند الله ذي مكانة.
(مُطاعٍ) في ملائكته. (ثَمَّ أَمِينٍ) على الوحي ، وثم يحتمل اتصاله بما قبله وما بعده ، وقرئ «ثم» تعظيما للأمانة وتفضيلا لها على سائر الصفات.
(وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) كما تبهته الكفرة واستدل بذلك على فضل جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام حيث عد فضائل جبريل واقتصر على نفي الجنون عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو ضعيف إذ المقصود منه نفي قولهم (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) لا تعداد فضلهما والموازنة بينهما.
(وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ)(٢٥)
(وَلَقَدْ رَآهُ) ولقد رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم جبريل عليه الصلاة والسلام. (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) بمطلع الشمس الأعلى.
(وَما هُوَ) وما محمد عليه الصلاة والسلام. (عَلَى الْغَيْبِ) على ما يخبره من الموحى إليه وغيره من الغيوب. بظنين بمتهم من الظنة ، وهي التهمة ، وقرأ نافع وعاصم وحمزة وابن عامر (بِضَنِينٍ) بالضاد من