فى عيسى عليهالسلام فنفى عنه الشقاوة ، وأثبت له السعادة ، والانبياء عندنا معصومون عن الكبائر غير معصومين عن الصغائر.
٢٩٢ ـ قوله : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ) (١٥) (١) ، فى قصة يحيى : (وَالسَّلامُ عَلَيَ) (٣٣) فى قصة عيسى. فنكّر فى الأول ، وعرّف فى الثانى ، لأن الأول من الله تعالى ، والقليل منه كثير كما قال الشاعر :
قليل منك يكفينى ولكن |
|
قليلك لا يقال له قليل |
ولهذا قرأ الحسن : (اهدنا صراطا مستقيما) «١ : ٦» (٢) ، أى : نحن راضون منك بالقليل ، ومثل هذا فى الشعر كثير قال :
وإنّى لراض منك يا هند بالّذى |
|
لو أبصره الواشى لقرت بلابله |
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى |
|
وبالوعد حتّى يسأم الوعد آمله |
والثانى : من عيسى عليهالسلام ، والألف واللام لاستغراق الجنس ، ولو أدخل عليه التسعة والعشرين والفروع المستحسنة والمستقبحة لم تبلغ عشر معشار سلام الله عليه.
ويجوز أن يكون ذلك وحيا من الله عزوجل ، فيقرب من سلام يحيى.
وقيل : إنما دخل الألف واللام لأن النكرة إذا تكررت تعرفت.
وقيل : نكرة الجنس ومعرفته سواء ، تقول : لا أشرب ماء ، ولا أشرب الماء ، فهما سواء.
__________________
= قد أخطأ أو هم بخطيئة ...» الحديث. وكما هو هنا أخرجه فى (المسند ١ / ٢٩٢ ، ٢١٥ ، ٣٠١) عن ابن عباس رضى الله عنهما.
ملحق :
(١) جاء فى هذه السورة : حيّا ، فى قوله تعالى : (ما دُمْتُ حَيًّا) [٣١] و (يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [٣٣]. ولا تكرار فيها ، لأن الأولى فى الدنيا ، والأخرى يوم البعث.
(٢) قراءة الحسن ذكرها أبو حيان فى (البحر ١ / ٢٦) رواية عن زيد بن على والضحاك ، ونصر بن على عن الحسن.