سورة النّساء
٦٩ ـ قوله فى هذه السورة : (وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (١٢). ليس غيره ، أى : عليم بالمضارة ، حليم عن المضادة (١).
٧٠ ـ قوله : (خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٣) ، بالواو. وفى براءة : (ذلِكَ) «٨٩ ، ١٠٠» بغير واو ، لأن الجملة إذا وقعت (بعد جملة) (٢) أجنبية لا تحسن إلا بحرف العطف ، وإن كان فى الجملة الثانية ما يعود إلى الأولى حسن إثبات حرف العطف ، وحسن الحذف اكتفاء بالعائد ، ولفظ (ذلِكَ) فى الآيتين يعود إلى ما قبل الجملة ، فحسن الحذف والإثبات فيهما (٣) ولتخصيص هذه السورة بالواو وجهان لم يكونا فى براءة :
أحدهما : موافقة لما قبلها ، وهى جملة مبدوءة بالواو (٤) ، وذلك قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) (١٣).
والثانى : موافقة لما بعدها ، وهو قوله : (وَلَهُ) بعد قوله : (خالِداً فِيها) (٥).
وفى براءة (أَعَدَّ اللهُ) (٦) بغير واو ، ولذلك قال : (ذلِكَ) بغير واو.
٧١ ـ قوله : (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) (٢٤) ، فى أول
__________________
(١) ما أورده المؤلف تذييل لآية الميراث عقب الوصية فيها : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ). يعنى : غير مضار بوصيته أحدا من الورثة.
ثم قال والله أعلم بالمضارة ، حليم عند المضادة لأمره ، فلا يؤاخذ على الفور ، رجاء أن يعود الحق إلى أهله.
(٢) سقطت من أ.
(٣) فى ب : فيها.
(٤) فى ب : مبدوءة بواو.
(٥) وذلك فى الآية التى بعد هذه : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) [١٤].
(٦) وذلك فى آية براءة : (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [٨٩].