سورة الأحزاب
ذهب بعض القراء إلى أنه ليس فى هذه السورة ما يذكر فى المتشابه ، وبعضهم أورد فيها كلمات ، وليس فى ذلك كثير تشابه ، بل قد يلتبس على الحافظ القليل البضاعة ، وعلى الصبى القليل التجارب ، فأوردتها إذ لم تخل من فائدة ، وذكرت مع بعضها علامة يستعين بها المبتدئ فى تلاوته.
٤٠١ ـ منها قوله : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) (٨) ، وبعده : (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) (٢٤). ليس فيها تشابه ، لأن الأول من لفظ السؤال ، وصلته (عَنْ صِدْقِهِمْ) ، وبعده :(وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) (٨). والثانى من لفظ الجزاء ، وفاعله (اللهُ) وصلته (بِصِدْقِهِمْ) بالباء ، وبعده (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) (٢٤).
٤٠٢ ـ ومنها قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (٩) ، وبعده : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١) ، فيقال للمبتدئ : إن الذى يأتى بعد العذاب الأليم نعمة من الله على المؤمنين (١) ، وما يأتى قبل قوله : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) (٤٣) ، (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١) شكرا على أن أنزلكم منزلة نبيه صلىاللهعليهوسلم فى صلاته وصلاة ملائكته عليه ، حيث يقول : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٥٦).
٤٠٣ ـ ومنها قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَ) (٢٨) و (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ) (٥٩) ، ليس من المتشابه ، لأن الأول فى التخيير (٢) ، والثانى فى الحجاب.
__________________
(١) لأن قبل هذه الآية : (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) [٨].
(٢) المراد بالتخيير : تخيير النبى صلىاللهعليهوسلم أزواجه بين الله ورسوله صلىاللهعليهوسلم وبين الدنيا.