وجوه إعجاز القرآن
انتهينا إلى أن حكمة الله تعالى اقتضت أن تكون معجزة الرسالة الخاتمة ، أو الآية الدالة على صدق الرسول صلىاللهعليهوسلم فى التبليغ عن ربه هى القرآن الذى جمع بين البيان الواضح ، والإعجاز القاطع لحجة العناد والجحود ، وذلك ليتهيأ استمرار التبليغ بعد الرسول صلىاللهعليهوسلم ، واستمرار وسائل الإقناع على مر الزمن.
وعلى هذا لم يكن دليل إعجاز القرآن قاصرا على الإعجاز البيانى كما كان فى عصر النزول ، بل كان جامعا لعدد هائل من دلائل الإعجاز بحيث يواجه كل العصور ، وجميع نواحى النشاط الإنسانى فى تفوق معجز ، يجذب إلى دعوته المزيد من الأجيال.
جهود العلماء الأقدمين
بذل الأقدمون جهودا مشكورة فى محاولة الكشف عن وجوه إعجاز القرآن ، وألفوا فى ذلك كتبا ، ومنهم : أبو سليمان الخطابى ، وعلى بن عيسى الرمانى ، وفخر الدين الرازى ، وابن سراقة ، وأبو بكر الباقلانى ، والكمال بن الهمام ، وابن الزملكاني ، والسيوطى ، وعبد القاهر الجرجانى ، وغيرهم .. وقد تكلم الكثيرون عن هذا الموضوع فى التفاسير والكتب ذات الموضوعات الأخرى ، ومنهم : ابن عطية ، والمراكشى ، والأصبهانى ، والسكاكى ، والسهيلى ، والقاضى عياض ، والزركشى وغيرهم.
أما فى العصر الحديث فقد كتب الأستاذ مصطفى صادق الرافعى كتابا فى إعجاز القرآن ، وتحدث كثيرون عن الإعجاز فى كتب ليست فى موضوعه ، ومنهم إمام العصر ، ونزيل مصر ، الشيخ محمد زاهد الكوثرى وكيل المشيخة الإسلامية العثمانية ، والأستاذ عباس