قائمة الکتاب
سورة الكهف
١٦٨
إعدادات
أسرار التكرار في القرآن
أسرار التكرار في القرآن
تحمیل
الآية ، وبقوله : (مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ) ـ إلى ـ (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) «٦٦ : ٥» الآية ، وبقوله : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) «٣٩ : ٧٣» وزعموا أن هذه الواو تدل على أن أبوابها ثمانية ، ولكل واحد من هذه الآيات وجوه ذكرتها فى موضعها.
وقيل : إن الله حكى القولين الأولين ولم يرضهما ، وحكى القول الثالث فارتضاه ، وهو قوله : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ) ، ثم استأنف فقال : (وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ، ولهذا عقب الأول والثانى بقوله : (رَجْماً بِالْغَيْبِ) (٢٢) ، ولم يقل فى الثالث.
فإن قيل : وقد قال فى الثالث : (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) (٢٢).
فالجواب : تقديره : قل ربى أعلم بعدتهم وقد أخبركم أنهم سبعة وثامنهم كلبهم ، بدليل قوله : (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) (٢٢) ، ولهذا قال ابن عباس : أنا من ذلك القليل ، فعد أسماءهم.
وقال بعضهم : الواو فى قوله : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ) (٢٢) ، يعود إلى الله تعالى ، فذكر بلفظ الجمع ، كقوله : (أَمَّا) وأمثاله ، هذا على الاختصار.
٢٨٤ ـ قوله : (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي) (٣٦) ، وفى حم (فصلت) : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي) (٥٠) ، لأن الرد عن الشيء يتضمن كراهة المردود. ولما كان فى الكهف تقديره : ولئن رددت عن جنتى هذه التى أظن ألّا تبيد أبدا إلى ربى. كان لفظ الرد الذى يتضمن الكراهة أولى. وليس فى حم ما يدل على الكراهة ، فذكر بلفظ الرجع ليقع فى كل سورة ما يليق بها.
٢٨٥ ـ قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها) (٥٧) ، وفى السجدة : (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) (٢٢) ، لأن الفاء للتعقيب ، وثم للتراخى ، وما فى هذه السورة فى الأحياء من الكفار ، إذ ذكروا فأعرضوا عقيب ما ذكروا ، ونسوا ذنوبهم وهم بعد متوقع منهم