وبعده (أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) (٣٤) ، فلما تكرر (لَكُمْ) فى القصة أربع مرات اكتفى بذلك.
١٠٥ ـ قوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) (٩٠) فى هذه السورة ، وفى سورة يوسف ـ عليهالسلام ـ : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (١٠٤) ، منوّن ، لأن فى هذه السورة تقدم (بَعْدَ الذِّكْرى) (٦٨) (وَلكِنْ ذِكْرى) (٦٩) ، فكان الذكرى أليق بها.
١٠٦ ـ قوله : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) (٩٥) فى هذه السورة ، وفى آل عمران : (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) (٢٧) ، وكذلك فى الروم (١٩) ، ويونس (٣١) : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) ، لأن (ما) (١) فى هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعلين ، وهو : (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) (٩٥) ، (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) (٩٦) (٢) ، واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه ، فيدخله الألف واللام والتنوين والجر وغير ذلك ، ويشبه الفعل من وجه ، فيعمل عمل الفعل ، ولا يثنى ولا يجمع إذا عمل ، وغير ذلك ، ولهذا جاز العطف عليه بالفعل (٣) نحو قوله : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) «٥٧ : ١٨» ، وجاز عطفه على الفعل نحو قوله : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) «٧ : ١٩٣».
فلما وقع بينهما ، ذكر (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) بلفظ الفعل ،
__________________
(١) سقطت من أ.
(٢) قرأ الكوفيون (وَجَعَلَ اللَّيْلَ) بالفعل الماضى. وقرأ باقى السبعة وجاعل الليل باسم الفاعل مضافا إلى الليل. انظر : (البحر المحيط ٤ / ١٨٦).
(٣) فى ب : جاز العطف عليه بالاسم نحو قوله : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ). وهى زيادة لا معنى لها فحذفناها.