وَالحَجِّ ، وذَكَرَ جَميعَ شَرائِعِ الدّينِ أنَّ مَعنى ذلِكَ كُلِّهِ ما ثَبَتَ لَكَ ، ومالَ النّاسُ إلَيهِ كَثيرا ، فَإِن رَأَيتَ أن تَمُنَّ عَلى مَواليكَ بِجَوابٍ في ذلِكَ تُنجيهِم مِنَ الهَلَكَةِ.
قالَ : فَكَتَبَ عليهالسلام : كَذَبَ ابنُ حَسَكَةَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّه ، وبِحَسبِكَ أنّي لا أعرِفُهُ في مَوالِيَّ ، ما لَهُ لَعَنَهُ اللّه؟! فَوَاللّه ما بَعَثَ اللّه مُحَمَّدا وَالأَنبِياءَ مِن قَبلِهِ إلاّ بِالحَنيفِيَّةِ وَالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ وَالوِلايَةِ ، وما دَعا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله إلاّ إلَى اللّه وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ. وكَذلِكَ نَحنُ الأَوصِياءُ مِن وُلدِهِ ، عَبيدُ اللّه لا نُشرِكُ بِهِ شَيئا ، إن أطَعناهُ رَحِمَنا ، وإن عَصَيناهُ عَذَّبَنا ، ما لَنا عَلَى اللّه مِن حُجَّةٍ ، بَلِ الحُجَّةُ للّه عز وجل عَلَينا وعَلى جَميعِ خَلقِهِ ، أبرَأُ إلَى اللّه مِمَّن يَقولُ ذلِكَ ، وأنتَفي إلَى اللّه مِن هذَا القَولِ ، فَاهجُروهُم ـ لَعَنَهُمُ اللّه ـ وألجِئُوهُم إلى ضيقِ الطَّريقِ ، وإن وَجَدتَ مِن أحَدٍ مِنهُم خَلوَةً فَاشدَخ رَأسَهُ بِالصَّخرِ. ١
١٦ / ٤
المُتَوَكِّلُ العَبّاسِيُّ ٢
١٦٠٣. إعلام الورى عن الحسين بن محمّد : كانَ لي صَديقٌ مُؤَدِّبٌ لِوُلدِ بغاءٍ أو وَصيفٍ ـ الشَّكُّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٠٤ الرقم ٩٩٧ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣١٦ ح ٨٢.
٢. هو جعفر بن محمّد بن هارون الرشيد ، يكنّى أبا الفضل وأُمّه أمّ ولد اسمها شجاع ، ولد سنة ٢٠٧ ق بضمّ الصلح ونزل سامراء ، قام بغصب الخلافة بعد أخيه الواثق سنة ٢٣٢ ه ، وفي السنة التي جعل ابنه المنتصر واليا على الحرمين واليمن والطائف ، وفي سنة ٢٣٧ ق أمر بهدم قبر الحسين بن عليّ عليهالسلام وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إيتائه ، فنادى صاحب الشرطة في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثالثة بعثنا به إلى المطبق فهرب وامتنعوا من المصير إليه ، وحرث ذلك الموضع وزرع ما حوله.
وفي سنة ٢٤٧ ه ، قتل بيد الأتراك ، وكانت خلافته أربع عشر سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيّام وهو ابن أربعين سنة (المنتظم ، ج ١١ ص ١٧٨ ـ ٣٥٧؛ مستدركات علم الرجال : ج ٦ ص ٣٤٥).