بِرَجُلٍ قَد شَهِدَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله وعايَنَهُ ، فَأَتَينا عَبدَ اللّه بنَ عُمَرَ فَقُلنا : يا صاحِبَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، حَدِّثنا ما شَهِدتَ ورَأَيتَ.
قالَ : إنَّ هذا أرسَلَ إلَيَّ ـ يَعني مُعاوِيَةَ ـ فَقالَ : لَئِن بَلَغَني أنَّكَ تُحَدِّثُ لأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ ، فَجَثَوتُ عَلى رُكبَتَيَّ بَينَ يَدَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : وَدِدتُ أنَّ أحَدَّ سَيفٍ في جُندِكَ عَلى عُنُقي. فَقالَ : وَاللّه ما كُنتُ لاُقاتِلَكَ ولا أقتُلَكَ.
وَايمُ اللّه ما يَمنَعُني أن اُحَدِّثَكُم ما سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ فيهِ ؛ رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله أرسَلَ إلَيهِ يَدعوهُ ـ وكانَ يَكتُبُ بَينَ يَدَيهِ ـ فَجاءَ الرَّسولُ فَقالَ : هُوَ يَأكُلُ ، فَقالَ : لا أشبَعَ اللّه بَطنَهُ! فَهَل تَرَونَهُ يَشبَعُ؟
قالَ : وخَرَجَ مِن فَجٍّ فَنَظَرَ رَسولُ اللّه إلى أبي سُفيانَ وهُوَ راكِبٌ ومُعاوِيَةُ وأخوهُ ، أحَدُهُما قائِدٌ وَالآخَرُ سائِقٌ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِم رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ : اللّهُمَّ العَنِ القائِدَ وَالسّائِقَ وَالرّاكِبَ.
قُلنا : أنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله؟ قالَ : نَعَم ، وإلاّ فَصَمَّتا اُذُنايَ ، كَما عَمِيَتا عَينايَ. ١
١٤٢١. الإمام الحسن عليهالسلام ـ فِي احتِجاجِهِ عَلى مُعاوِيَةَ ـ : أنشُدُكُم بِاللّه هَل تَعلَمونَ أنَّ ما أقولُ حَقّا ، إنَّكَ ـ يا مُعاوِيَةُ ـ كُنتَ تَسوقُ بِأَبيكَ عَلى جَمَلٍ أحمَرَ ، ويَقودُهُ أخوكَ هذَا القاعِدُ وهذا يَومُ الأَحزابِ ، فَلَعَنَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله القائِدَ وَالرّاكِبَ وَالسّائِقَ ، فَكانَ أبوكَ الرّاكِبَ ، وأنتَ ـ يا أزرَقُ ـ السّائِقَ ، وأخوكَ هذَا القاعِدُ القائِدَ؟ ٢
١٤٢٢. عنه عليهالسلام ـ فِي احتِجاجِهِ عَلى مُعاوِيَةَ ـ : أنشُدُكُم بِاللّه هَل تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله لَعَنَ أبا سُفيانَ في سَبعَةِ مَواطِنَ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. وقعة صفّين : ص ٢٢٠ ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ١٩٠ ح ٤٧٢ و ٤٧٣ ، وراجع الخصال : ص ١٩١ ح ٢٦٤ وشرح الأخبار : ج ٢ ص ١٤٧ ح ٤٤٧ وتاريخ الطبري : ج ١٠ ص ٥٨.
٢. الاحتجاج : ج ٢ ص ٢٩ ح ١٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٧٧ ح ١ ، وراجع تذكرة الخواصّ : ص ٢٠١.