وكشفنَ عن سرّته فإذا هي مقطوعة.
قالت فاطمة : ثمّ خرجت النسوة عنّي ، ثمّ دخل عليّ مشايخ خمسة ، فجعل ولدي يهشّ (١) ويضحك ، كأنّه ابن سنة ، ثمّ قالوا : السلام عليك يا وليّ الله وخليفة رسول الله.
فقال : «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» ثمّ سلّم على واحدٍ واحدٍ منهم. وهم أنبياء الله : آدم ، ونوح ، وإبراهيم الخليل ، وموسى ، وعيسى.
فأخذوه وقبّلوه ، وأطروه واحداً ، ثمّ خرجوا ، ولم أعلم من أين خرجوا. قالت فاطمة : فبينما أنا كذلك إذ أنا بخفقان أجنحة الملائكة ، وإذا بسحابة بيضاء قد نزلت على ولدي وطارت به.
وسمعت قائلاً يقول : طُوفوا بعليّ بن أبي طالب بمشارق الأرض ومغاربها وبرّها وبحرها ، وجبالها وسمائها ، وأعطوه أحكام النبيّين ، وعلوم الوصيّين ، وجميع أخلاق النبيّين والمرسلين ، والأوصياء والصدّيقين ، وافعلوا به مثل ما فعلوا بأخيه سيّد الأوّلين والآخرين ، واعرضوه على جميع الأنبياء والمرسلين ، وعلى الملائكة المقرّبين ، وأهل السماوات والأرضين (٢) فإنّه ولي ربّ العالمين.
__________________
(١) هشَّ لهذا الأمر هشاشة : إذا فرح به واستبشر. النهاية ٥ : ٢٦٤.
(٢) إذا كانت المعلومات بأسرها حاضرة عند علّتها الفاعلية ، وإن كانت بعنوان ما به الوجود ، ولو بمرتبة هي أدنى من حضورها عندها بعنوان ما منه الوجود ، فهي كلّ حين مشاهدة لها ، ومن الأوّليات ثبوت ذلك بالمعنى الأوّل من العليّة لأمير المؤمنين عليه السّلام ، لوجوه من العقل والسمع لا يسع المقام سردها ، فالمراد عرض ولائه عليهم ، أو شخصيته البارزة بذلك الجثمان المقدس الذي عرفوه بالعلّية ووجوب الولاء منذ الأزل ، ومن الممكن أن يكون عرضه على أرواح أهل الأرضين لتقوم الفطرة الإلهية وتتميم الاستعداد التام ليحيى من حيّ عن بينّو ويهلك من هلك عن بينة.
أو على الأولياء والصديقين منهم ممّن لهم الأهميّة في تنظيم المجتمع الديني من الأبدال والأوتاد. (هامش مطبوع).