ثمّ ما باله يغضّ الطرفَ عن غلطه الشائن من أنّ ولادته عليه السّلام كانت بعد عام الفيل بسبع سنين ، لكنّه يردّ حديث ولادة البيت بعدم الثبوت؟
أنا أدري : لماذا؟
وأنت تدري؟
وقبلنا الديار بكريّ يدري؟!
* * *
حديث الولادة والشعراء :
عرفت أنّ الحديث الشريف بلغَ من الشهرة والثبوت بحيثُ لا يسعُ أيَّ مُعنت إنكاره.
ولذلك احتجّ به فريقٌ كبيرٌ من المحقّقين في كتب الإمامة ن وأرسله إرسال المسلّمات جموعٌ من نياقد فنّ الحديث في باب الفضائل ، وتبجّحَ به زرافاتٌ من حَمَلةِ العلم ونقّاده في مؤلّفاتهم.
وهنالك لفيفٌ لا يستهان بعدّتهم ، ولا يغمزُ في شيءٍ من تثبّتهم وضبطهم من صيارفة القول ، وصاغة القريض ، وزُبناء الشعر ، بين عالم ضليعٍ ، وأديبٍ بارع ، وشاعرٍ مبدعٍ ، تصدّوا الإثبات هذه الفضيلة فيما أفرغوه في بوتقة النظم ، أو حاكوه على نول الحقيقة.
فسار ذكرها مع الرُّكبان ، وانتشر نشرها مع مهبّ الريح ، كما مرّ عن الحميريّ ، والسّرخسي ، والشفهينيّ ، والحرّ العاملي ، والأفتوني ، وغيرهم.
وإليك ذكر آخرين منهم ، وهم كما وصفناه لك من المكانة الراسية من العلم والأدب :
قال العلّامة الكبير الورع الشيخ ، حسين نجف المتوفّى (١٢٥٢ ه) من قصيدة عَلويّة مثبّتة في ديوانه المخطوط :