للشيخ محمّد جواد الجنابي النجفي :
في مدح أمير المؤمنين عليّ عليه السلام (١)
أمامَ وصفِ عليٍّ يخرسُ الأدبُ |
|
ومِن محيط عليٍّ تنهلُ السُحُبُ |
يُفيض في الأرض للأجيالِ منهلُهُ |
|
فما المهارقُ؟ ما الأوراق؟ ما الكتبُ؟ |
لهُ عباقرةُ التاريخِ مرجعهمْ |
|
والتابعونَ إلى التدوينِ قد وثبوا |
فلم يلمّوا بشيءٍ من خصائصِهِ |
|
ولازموا الصمتَ مذْ أضناهُمُ التعبُ |
لم يفهموا غيرَ أنّ المرتضى بطلٌ |
|
وهُوَ الذي بحلول الضيقِ يُنتدبُ |
للدينِ والحكمِ بالقرآنِ مصدرُهُ |
|
وكلّ علمٍ لَهُ قد راح ينتسبُ |
والحقُّ والصدقُ والأقدامُ شهرتُهُ |
|
وهُوَ ابنُ آدم لكن للجميعِ أبُ |
وحكمُهُ فيهِ للحكّامِ تربيةٌ |
|
وسيفُهُ فيهِ دوماً تكشفُ الكُربُ |
قلْ لي بربّكَ هلْ نقوى لمدحِ فتىً |
|
على السماء سمتْ مِن قبرِهِ الرُتَبُ |
يا فرحةَ الليلةِ الليلاءِ من رَجَبٍ |
|
في كلّ عامٍ يوافينا بها رَجَبُ |
على ضريحكَ مذْ نذري مدامعَنا |
|
ويضحكُ الدرُّ والياقوتُ والذَهَبُ |
أرض الغريّ علتْ هامُ الضراحِ عُلىً |
|
بل استطالتْ وأمستْ دونَها الشُهُبُ |
قبرٌ بِهِ تسألُ الأملاكُ خالقَها |
|
ما المالُ ، ما الجاهُ ، ما الأبناءُ ، ما التربُ؟ |
تهوي الملوكُ على أبوابِ حضرتِهِ |
|
ومن تباعَدَ عنها نالَهُ العطبُ |
وقد فدى بحسينٍ بيتَ بارئِهِ |
|
كما بذا راحَ إبراهيم يقتربُ |
قد أصبحَ البيتُ مهداً لابنِ فاطمةٍ |
|
ولم ينلْ شأوهُ آباءُهُ النُجُبُ |
أدنى إلى البيتِ مَنْ بِالبيتِ مولِدُهُ |
|
وإنْ علاهُ بيومِ الفتحِ لا عجبُ |
__________________
(١) نظمت بقم المقدسة في مناسبة مولده الشريف.