فالنهروانُ كغيرها انتَكَستْ بها |
|
للمارقينَ الرايةُ السوداءُ |
وسَلِ التي جاءَتْ لحربِ وليّها |
|
وبجشيِها قد غصّتِ البيداءُ |
حتّى إذا ندحرتْ كتائبُ جيشِها |
|
وتفرّقَ القرباءُ والبعداءُ |
ندمتْ ولكنْ لا يزالُ يلومُها |
|
لفعالِها الآباءُ والأبناءُ |
ناهيكَ عن بدرٍ ومصطلقٍ وخيـ |
|
ـبرَ والنضيرِ وكمْ لها أصداءُ |
هذا أميرُ المؤمنينَ فإنّهُ |
|
ليثُ الشرى إنْ هاجتِ الهيجاءُ |
مَنْ مثلُهُ فادى الرسولَ بروحِهِ |
|
إذْ طاردتهُ عصابةٌ رعناءُ |
لمّا دعاهُ لكي يحلّ فراشَهُ |
|
فبغيرِهِ لا تدفعُ البرحاءُ |
فاجابَ يا ابن العمِّ دونَكَ مهجةٌ |
|
ما رابَها فيما طلبتَ مراءُ |
إذْ ذاكَ في جوفِ الظلامِ وقد دَهتْ |
|
بيتَ النبيّ مصيبةٌ دهياءُ |
وتجمَعَ الأعداءُ حولَ رواقهِ |
|
وسيوفُهُمْ لدمِ النبيّ ظِماءُ |
حتّى إذا ما الليلُ أطبقَ صمتُهُ |
|
والمرءُ كحّلَ جفنهُ الإغفاءُ |
شدّوا عليهِ تسوقُهمْ أحقادُهمْ |
|
إنّ الحقودَ مصيرُهُ الإفناءُ |
فتراجعوا إذْ لم ينالوا المصطفى |
|
وقد اعترتْهُمْ ذِلّكةٌ وشِقاءُ |
قالوا اقصدودهُ فهذهِ آثارُهُ |
|
فوقَ النقا لم تُمحها الغبراءُ |
حتّى إذا بلغوا بـ (ثورَ) مغارةً |
|
رأوا الحمامةَ حيثُ خاب رجاءُ |
أمّا خيوطُ العنكبوت فإنّها |
|
دلّتْ على أنّ الوصيدَ خلاءُ |
كادوا وكيدُ اللهِ خيّبَ سعيَهُمْ |
|
كيما تسودُ الشرعةُ الغرّاءُ |
هذا أميرُ المؤمنينَ وقبلُهُ |
|
لجميعِ آياتِ الكتابِ وعاءُ |
هُوَ صاحبُ الخصلِ التي لم يستطعْ |
|
في أنْ يقومَ بِعدِّها الشُعراءُ |
هُوَ صاحبُ النهجِ الذي لم يستطعْ |
|
في أنْ يجيءَ بِمثلهِ الفُصحاءُ |