وأداةُ مكرٍ في العِدا بثباتِهِ |
|
باهى الإلهُ ملائكَ الرحمنِ |
وهُنا أتى دورُ الحُروبِ وإنّما |
|
هُوَ مِن رَحاها القُطبُ في الميدانِ |
وبراية الإسلامِ خَفَّ مجاهداً |
|
من عُمرهِ لم يُنْهِ عقداً ثاني |
لم تخلُ منهُ غزوةٌ وسَلِ العِدا |
|
مَنْ كانَ ثّمَّ مجدّلَ الشجعانِ |
لم يعترضْ إلّا وقطّ وما علا |
|
إلّا وقدّ القرنَ دونَ توانِ |
سَلْ عنهُ بَدراً في البرازِ وإنّه |
|
لمبرّزٌ لمّا التقى الجمعانِ |
ولقدْ أطاحَ شباه في أُحُدٍ بمَنْ |
|
حملوا لواءَ الشركِ والطغيانِ |
نصرَ النبيّ بِهِ ومذْ أغراهمُ |
|
طمعٌ فباءَ الجيشُ بالخذلانِ |
سَلْ مَنْ دعا جبريلُ ثمّةَ باسمِهِ |
|
في حيث تسمعُ صوتَهُ الثقلانِ |
(لا سيفَ إلّا ذُو الفِقارِ ولا فَتى |
|
إلّا عليٌّ) فارسُ الفرسانِ |
عجبتْ ملائكةُ السماءِ لصبرِهِ |
|
ولردّهِ لكتائبِ العدوانِ |
وتكشّفَ الأحزابُ رُعباً مذْ برى |
|
ساقَ ابنَ وَدٍّ مفرد الأقرانِ |
ولمرحَب قسمَ الوصيُّ بسيفهِ |
|
فلذاكَ أصبحَ قاسمَ النيرانِ |
ويبطشِ حيدرَ تَمَّ نصرُ المصطفى |
|
بحنينَ بعدَ تطاحُنٍ وطِعانِ |
وتزوّجَ الزهرا فضاعَفَ مجدهُ |
|
أعظمْ بهِ صِهراً بخيرِ قِرانِ |
مَنْ مثلُهُ شرفاً أنافَ وفرعهُ |
|
سبطا النبيّ المصطفى الحَسَانِ |
هيهاتَ يُحصي فضلَهُ إلّا الذي |
|
في بيتَهَ وَلَدْتُه خيرُ حصانِ |
وببيتِهِ الثاني بيثربَ قد غدا |
|
لأخيهِ أحمدَ ثانيَ السكّانِ |
عينانِ أبصرتا الضيا بفنائِهِ |
|
قد أغمضا مذْ فيه أصبح فاني |
وعلى الهدى والفوز عند مليكه |
|
سهرتْ له في بيتهِ العُينانِ |
الفوزُ أدركَهُ لديْهِ موحّدٌ |
|
وإليهِ عادَ ورأسُهُ نَصفانِ |
* * *