جاءتْ إليهِ بهِ فألفتْ توأمي |
|
مجدٍ وطرفي حلبةٍ وعنانِ |
عرفَ النبيّ وصيّهُ فاهتزّ مِن |
|
بشرِ اللقاءِ كلاهما للثاني |
إنْ كانَ بالإنجيلِ أصبحَ ناطقاً |
|
عيسى فحيدرُ قارئُ الفرقانِ |
لو لم يكنْ للمؤمنينَ أميرَهُمْ |
|
ما اختارَ سورتَهُمْ من القرآنِ |
قد أفلحوا بكَ في شهادة أحمدٍ |
|
فتميرُهُمْ بالعلمِ والعرفانِ |
ولذاكَ غذّاهُ إلى حيث ارتوى |
|
إبهامهُ بالعلمِ لا الألبانِ |
وأقامَ يتّبعُ النبيَّ كظلّهِ |
|
فهما لإنسانِ الهدى جَفنانِ |
ماذا ترى بغذيّ دَرِّ محمّدٍ |
|
ونجيّهِ في السرِّ والإعلانِ |
أتراهُ لا يرقى إلى أوجِ العُلى |
|
هلْ قريةٌ من بعدِ عبّادانِ |
ما آيةٌ نزلتْ ولا علمٌ أتى |
|
إلّا وكانا فيه كالميزانِ |
حتّى إذا صدعَ النبيُّ بأمرِهِ |
|
ودعا العشيرةَ مِن بني عدنانِ |
لم يستجبْ إلّا أبو حسنٍ فقدْ |
|
لبّى النّدا قبلَ الصّدا بزمانِ |
ولذاكَ كانَ وزيرَهُ وأخاً لَهُ |
|
وخليفةً لخليفةِ الدّيانِ |
فهما لدَوحةِ دينهِ جذرانِ |
|
وهما لبابِ الرُّشدِ مصراعانِ |
مَضيا يشقّانِ الطريقَ كلاهما |
|
لم يحفلا بتجمهُرِ العُدوانِ |
فالدّينُ منحصرٌ ببيتٍ واحدٍ |
|
يحوي خديجة عندها العَلمانِ |
أمّا الصلاةُ فإنّها في مكّةٍ |
|
قامتْ بهمْ وقيامُها صفّانِ |
حتّى إذا رحلتْ إلى دار الجزا |
|
خفراً لأكرم ناصرٍ معوانِ (١) |
هجر النبيُّ بلادَهُ وببردِهِ الـ |
|
ـتحفَ الوصيُّ الليثُ ثبتَ جنانِ |
لو كانَ أوجسَ خيفةً منهمْ لما |
|
ذاقتْ كرىً في ليلهِ العينانِ |
__________________
(١) المراد به : أبو طالب.