لم يُثنهم بأسُ العدوّ لأنّهم |
|
عَزَموا على محو العدوّ وصمّموا |
«لا يسلم الشرفُ الرفيع من الأذى |
|
حتّى يُراق على جوانبه الدمُ» (١) |
دينٌ بناهُ محمّدٌ ووزيرُه |
|
وصفيُّه ووصيُّه المتقدِّمُ (٢) |
بحر المعارف والعلوم ومنبعُ الـ |
|
ـأحكام والسرّ الخفيُّ الملهمُ |
رجلٌ تحاربه العقولُ لأنّه |
|
فوقَ العقول وكنُهه لا يُفهمُ |
رجلُ الفصاحة والسماحة والتُّقى |
|
والفارسُ البطلُ الهَزبرُ الضيَغمُ (٣) |
مَلأ القلوبَ مهابةً ومحبّةً |
|
وبه تشرّفت الحطيمُ وزمزم |
هو في قلوب المؤمنين معظّمٌ |
|
وعلى جميع المسلمين مقدَّمُ |
ملأَ الوجودَ فضائلاً لم يُحصها |
|
قلمٌ على مرّ العصور ولا فَمُ |
وحياتُه المُثلى تفيضُ جلالةً |
|
والناسُ من نَفحاتها تَستلهمُ |
والثائرونَ على هُداه مَشَوا إلى |
|
أهدافهم إن أنجدوا أو أتهموا |
والمصلحونَ تتبّعوا آثارَهُ |
|
وهُداه في كلّ الاُمور ترسّموا |
وكذلك العلماءُ والحكماءُ من |
|
آرائه أخذوا ومنه تعلّموا |
ماذا أقولُ بمدحِه وثنائِه |
|
وعليه قد أثنى الكتابُ المحكمُ |
يا من يُحاول أن يُحيط بكنههِ |
|
أقْصِرْ فأيَّ متاهةٍ تتقحّمُ |
أتُراك تُدرِكُ سرَّه أو أمرَهُ |
|
هيهاتَ إنّك خاطيءٌ متوهّمُ |
يا سيّد الحكماء إنّي حائرٌ |
|
ماذا أقولُ وأيّ شيءٍ أنظِمُ |
كانت حياتُك كلّها أُعجوبةً |
|
وفمُ الزمان بذكرها يترنّمُ |
وأرىَ العقولَ تحومُ حولك خُشّعاً |
|
كالبحرِ تقصُدُه الطيورُ الحُوَّمُ |
تدعو إلى نهجٍ قويمٍ مُشرِقٍ |
|
في عالمٍ فيه الظلامُ مُخيِّمُ |
__________________
(١) هذا البيت من ميمية عصماء للسيّد حيدر الحلّي رحمه الله.
(٢) المراد من الوزير الإمام عليّ عليه السلام لدلالة حديث المنزلة.
(٣) من أسماء الأسد إشارة إلى شجاعته وبسالته عليه السلام.