قال : إنّي مُعلمّك شيئاً فهل تكتمينه؟ قالت : بلى.
قال : اذهبي بهذا القربان ، وقولي : «كفرتُ بهُبل وآمنتُ بالله وحدَه لا شريك له وقرّبتُ القربان لربّ السماوات والأرض».
فقلتُ : أعملُ برأيك لما أعرف من صدقك.
ففعلتُ ، فلمّا كان بعد شهر ، نظر إليّ فقال : يا أمّاه! ما لي أراكِ حائلة اللون؟ فقلت : أما علمتَ أنّي حامل؟
فقال محمّد لأبي طالب : إنْ كانتْ أنثى فزوّجنيها.
قال أبو طالب : إنْ كان ذكراً فهو لك عبدٌ ، وإن كانت أنثى فهي لك أمة.
فلمّا وضعتُه جعلتُه في غشاوةٍ ، فقال أبو طالب : لا تفتحوه حتّى يجيء محمّد فيأخذ حقّه ، فجاء محمّد ففتح الغشاوة وأخرج منها غلاماً حسناً ، فغسله بيده وسمّاه «عليّاً» وبزق في فيه ، وأصلح أمره ، ثمّ ألقمه لسانَه فما زالَ عليٌّ يمُصه حتّى نام ، فلمّا كان من الغد طلبنا له ظئراً فأبى أن يقبل ثدياً فألقمه لسانه فنام ، وكذلك كان ما شاء الله.
وعن محمّد بن عليّ ، في الخبر الطويل : لمّا ولدت فاطمة بنت أسد عليّاً وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله «عليّاً» قالت : ثمّ قصد المهد وقال : يا أمّاه! عليّ بماء وطستٍ ، فأتيتُ بالماء والطست ، فأخذ عليّاً من المهد ، ثمّ قال : اسكبي الماء على يدي ، فجعلت أسكب الماء على يديه وهو يغسل عليّاً ، وعليّ يتقلب في الطست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فبكى رسولُ الله ، قلت : حبيبي ممّ بكاءك؟ قال : وكيف لا أبكي!؟ وكانت نفسي إذا انقطعت مدّتي وبلغ أجلي ، وهذا الغلام يغسّلني ، يا أمّاه ويواريني في حفرتي.
وقال الحاكم رحمه الله تعالى في «السفينة» :
روي عن فاطمة بنت أسد قالت : لمّا حملتُ بعليّ هتفَ بي هاتفٌ : «يا فاطمة! إذا ولدتِ فسمّيهِ عليّاً ، فهو العليّ وأنا الأعلى ، خلقتُه بقدرتي وشققتُ اسمَه من اسمي».