فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : فأخبرني عن هذه الأصنام مَن خلقها ، ومَن ابتدع الاُمم السالفة ورزقها؟
قال السادن : الله فعل ذلك ، وهو لجميع الخلق مالك.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : فإنّ اُمّي تجعل قربانها الله الحيّ القائم القديم ن فهو أحقّ من الأصنام.
ثم انطلق إلى فاطمة من ساعته وحدّثها بما جرى بينه وبين السادن ، وقال لها : قرّبي لله قربانك.
فاصطفت القربان ، وقالت : هذا الله خالصاً جعلته ذخراً قبلته من محمّد حبيبي.
فما أصبحت من ليلتها حتّى اكتست حسناً إلى حسنها ، وجمالاً إلى جمالها ، فحملت ، فولدت عقيلاً ، ثمّ حملت فولدت طالباً ، ثمّ حملت ، فولدت جعفراً ، وكان وجهها في كلّ يوم يزداد نوراً وضياء لمّا وحملت بأزكاهم وأطهرهم وأبرّهم وأرضاهم عليّ ، فولدته ونالها في ولادته بعض الصعوبة ، فأخذ أبو طالب بيدها ، وأدخلها البيت ، معها القوابل فلمّا وطئت البيت ولدته.
فاحتمل وردّ إلى منزل أبيه حتّى حنّكه رسول الله صلّى الله عليه وآله ووضعه في حجره ، وقمّطه في حضنه ، قبل كلّ أحد من الناس.
ثمّ رُزِقت بعد عليّ اُم هاني ، واسمها فاختة ، وهي المباركة الطيبة اُخت الطاهرين من ولد أبيها أبي طالب.
وكانت فاطمة حملت بعليّ عليه السّلام في عشر ذي الحجة ن وولدته في النصف من شهر رمضان ، وحملت به أيّام الموسم ، وبعد حملها بخمسة أيام كانت جالسة وقد كيست نوراً وجمالاً ، ووجهها يزهر ، وجبهتها تتلألأ بين الأركام من الفواطم من قريش.