اُمّ الإمام كما تحامل على أبيه المقدّس فحكم بكفره لأمر دبِّر بليل ، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة ، انتهى.
أما عبد الرحمن الجامي في (شواهد النبوّة) (١) فقد أسند حديث ولادة الإمام علي عليه السلام إلى بعضهم. وإن خلط الحابل بالنابل ـ كما يقول عنه المؤلف ـ وجاء بعثرات لا تقال حول تاريخ الولادة مخالفة للضرورة والإجماع ، إلّا أنّ المهمّ في كلامه هو إسناد حديث الولادة.
وما قاله الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في (مدارج النبوّة) ، وقالوا : «إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة» (٢).
وأمّا حديث الولادة الذي رواه يزيد بن قعنب فقد ذكره الأمير محمّد صالح الكشفي الترمذي الأكبر آبادي في كتابه (المناقب) بأسانيد متكرّرة ، وقد أرسله إرسال المسلّم في كتابه المذكور ، ونقل أيضاً في كتابه هذا قول أبي داود البناكتي : «لم يحظ أحد قبل الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت» (٣).
وصدر الدين أحمد البردواني وهو من متأخّري علماء السنّة في (روائح المصطفى) قال : «كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة ...» (٤).
وشاه محمّد حسن الجشني في كتاب (آئينه تصوّف) قال : إنّه عليه السلام وُلِدَ في الكعبة.
وميرزا محمّد بن رستم البدخشي قال في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) : ... ولم يولد ف البيت الحرام أحد سواه ، قبلَه ولا بعدَه ، وهي فضيلة خصّه الله بها.
__________________
(١) شواهد النبوّة : ١٩٨.
(٢) مدارج النبوّة ٢ : ٥٣١ مترجماً من الفارسية.
(٣) مناقب مرتضوي : ٨٧ ، ط. بومباي ، سنة ١٣٢١ هـ ، مترجماً من الفارسية.
(٤) روائح المصطفى : ١٠ ، ط. كانبور ، سنة ١٣٠٢ هـ ، مترجماً من الفارسية.