ولم يصحّحه علماء التاريخ ، بل عند أهل التواريخ أنّ حكيم بن حزام ولد في الكعبة ولم يولد فيه غيره ... إلى آخره.
وستجد نصوص التاريخ بذلك ، وعرفت ردّ الحاكم النيسابوري على من حصر ولادة البيت بحكيم ، وذكر تواتر النقل بولادة أمير المؤمنين عليه السلام فيه.
ومرّ أيضاً رواية أساطين أهل السنّة ، ولذلك ما يتلوه :
* المسعودي وهو الحجّة عند الفريقين يقول في (مروج الذهب) عند ذكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام مثبتاً هذه الحقيقة ، جازماً بها من غير ترديد ، قال : «وكان مولده في الكعبة» (١).
وقد احتجّ بكتابه هذا الموافق والمخالف وهو من المصادر الموثوقة وقد راعى فيه ـ والقول للمولف ـ جانب التقيّة بما يسعه ، بتأليفه على نسق كتب أهل السنّة وما يرتضونه من رواياتهم ، حتّى حسبه بعض من لم يرَ من كتبه غيره أنّه منهم.
فهل من السائغ إذن أن يذكر في كتاب هذا شأنه غير الثابت المتسالم عليه عند الاُمّة جمعاء ، لا سيّما في مثل المقام الذي يكثر فيه بطبع الحال ورطات القالة؟
وذكر في كتابه الآخر (إثبات الوصية) :
«وروي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت ، فجاءها المخاض وهي في الطواف ، فلمّا اشتدّ بها دخلت الكعبة ، فولدته في جوف البيت ، وما وُلِدَ في الكعبة قبلَه ولا بعدَه غيره» (٢).
و (إثبات الوصيّة) من أنفس كتب الإمامية ، وليس من الجائز أن يحتجّ ويتبجّح فيه بما لا يقرّ به الخصم ، ولا تذعن به اُمّته ، ثمّ يقول بكلّ صراحة :
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٣٤٩.
(٢) إثبات الوصية : ١١١.