فادّعوا أنّه لم يولد قبل حكيم بن حزام ولا بعده أحدٌ في الكعبة المعظّمة.
وأنّ القول بولادة علي بن أبي طالب عليه السلام هو مزعمة كثير من الشيعة ، وأنّه ضعيف عند العلماء ، ولا يعترف به المحدّثون ، ولم يثبت عند بعضهم ، وفي ما يلي بعض أقوالهم :
١ ـ روى الحاكم في (المستدرك) بالإسناد عن مصعب بن عبد الله في نسب حكيم بن حزام ، قال : واُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزّى ، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة ، وهي حامل ، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة ، فولدت فيها ، فحملت في نطع ، وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد.
وكلام مصعب الأخير ينطوي على إنكار ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة.
وقد ردّه الحاكم في ذيل الرواية بقوله : وهو مصعب في الحرف الأخبر ، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (١).
٢ ـ ذكر الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي (ت ١٠٤٤ هـ) في سيرته (إنسان العيون) (٢) ، أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وُلِدَ في الكعبة ، وعمره ـ يعني عمر النبيّ صلى الله عليه وآله ـ ثلاثون سنة.
ثمّ قال : وقيل : الذي وُلِدَ في الكعبة حكيم بن حزام.
وقال بعضهم : لا مانع من ولادة كليهما في الكعبة.
لكن في (النور) : حكيم بن حزام وُلِدَ في الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنّ علياً عليه السلام وُلِدَ فيها ، فضعيف عند العلماء (٣).
__________________
(١) المستدرك (للحاكم) ٣ : ٤٨٣.
(٢) إنسان العيون ١ : ١٦٥.
(٣) عليٌّ وليد الكعبة (للاُردوبادي) : ٨٣.