ومَن هؤلاء العدول الّذين أهمل الزبيري ذكرهم؟
ونقل الذهبي هذه السفسطة في تلخيصه ، مؤيّداً ـ على غير عادته ـ رأي الحاكم في وهم مصعب الزبيري.
وقد تكلّم الحجّة الاُردوبادي على رواية مصعب هذه في عدّة موارد ، ونبّه إلى بعض ما فيها من نقاط الضعف ، فراجع (١).
* * *
ورواها أبو الوليد محمّد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي في «أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار» قال :
حدّثني محمد بن يحيى ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، عن أبيه أنّ فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّي ـ وهي اُمّ حكيم بن حزام ـ دخلت الكعبة وهي حامل ، فأدركها المخاض فيها ، فولدت حكيماً في الكعبة ، فحملت في نطعٍ واُخذ ما تحت مثبرها (٢) ، فغُسل عند حوض زمزم ، واُخذت ثيابها التي ولدت فيها فجُعلت لقىً (٣) (٤).
وللباحث أن يتساءل عن الأرزقيّ هذا :
ـ مَن هو؟
ـ ما قيمة أخباره وأحاديثه عند علماء الحديث وأئمة الجرح والتعديل؟
ـ مَن هؤلاء الرجال الذين روى عنهم هذا الحديث؟
الأزرقيّ ، هو محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغسّاني المكّي ، عرّفه ابن النديم بأنّه «أحد الأخبارييّن وأصحاب
__________________
(١) عليّ وليد الكعبة : ١ ـ ٣ و ١٢٥.
(٢) المثبرُ : الموضع الذي تلد فيه المرأة من الأرض. الصحاح ٢ : ٦٠٤ (ثبر).
(٣) اللقى ، بالفتح : الشيء الملقى لهوانه. الصحاح ٦ : ٢٤٨٤ (ثبر).
(٤) أخبار مكّة ١ : ١٧٤.