وروى ولادة حكيم في الكعبة :
الزبير بن بكّار (١٧٢ ـ ٢٥٦ ه) في كتابه «جمهرة نسب قريش» ، قال : «حدّثني مصعب بن عثمان ، قال : دخلت اُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش ، وهي حامل متمٌّ بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة ، فأُتيت بنطع حيث أعجلها الولاد ، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع» (١).
وليست هذه الرواية بأحسن حالاً من سابقيتها ، ففيها :
أوّلاً : الزبير ، وهو ضعيف عند بعضهم ، قال عنه الحافظ أحمد بن علي السليماني في كتاب الضعفاء : منكر الحديث (٢).
وذكره في عِداد من يضع الحديث ، وقال مرّة : منكر الحديث (٣).
واعتذر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّ السليماني «لعلّه استنكر إكثاره عن الضعفاء ، مثل محمّد بن الحسن بن زبالة ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، وعامر ابن صالح الزبيري وغيرهم ، فإنّ في كتاب النسب ـ عن هؤلاء ـ أشياء كثيرة منكرة» (٤).
وثانياً : رغم البحث الجادّ فيما وقع بيدي من معاجم رجالية لم أعثر على مدح أو توثيق لمصعب بن عثمان ، هذا الذي روى هذه الحادثة ، سوى نسبه وهو : مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير بن العوامّ (٥).
__________________
(١) جمهرة نسب قريش ١ : ٣٥٣.
(٢) سير أعلام النبلأ ١٢ : ٣١٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ : ٣١٣.
(٣) ميزان الاعتدال ٢ : ٦٦.
(٤) تهذيب التهذيب ٣ : ٣١٣.
(٥) التبيين في أنساب القرشيّين : ٢٦٦.