وقد مرّ عليك قول شهاب الدين الآلوسي وغيره من الأعلام أنّ حديث ولادة عليّ عليه السّلام في الكعبة «أمرٌ مشهور في الدنيا ، ولم يشتهر وضع غيره ـ كرّم الله وجهه ـ كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه».
والتأكيد عليه في مصادر الحديث المعتبرة ، وكلمات مَهرة الفنّ ، وحملة العلم ، وأهل السير ، وأصحاب التاريخ ، وصاغة الشعر ، لايدع مجالاً لشيء إلّا الإذعان بأنّه الصحيح الشائع الذائع المستفيض ، السائر ذكره مع الركبان ، الدائر بين الناس ، المقبول عنذ الاُمّة ، المشهور بين القاصي والداني ، شهرة لازمها تواتر الأسانيد التي لم يخل سند منها من محدّث ثقة ، وناقد خبير ، وعالم باحث ، ومؤرّخ ثبت ، وإمام من أئمة الفريقين وأساطينهم ، لا يستهان بعددهم ، ولا يطعن في روايتهم ، ولايغمز في شيء من أمانتهم ، كابن إسحاق المطّلبي ، وابن زكرة الأزدي ، والقفّال الشاشي ، والشيخ ابن بابويه الصدوق ، والشيخ المفيد ، والحاكم النيسابوري ، والشريف الرضي ، والسيد المرتضى علم الهدى ، والكراجكي ، وشيخ الطائفة الطوسي ، وابن أبي الغنائم العمري النسّابة ، وابن أبي الفوارس ، وابن المغازلي ، وعماد الدين الطبري ، وسبط ابن الجوزي ، والحافظ الكنجي ، والسيد ابن طاوس ، وشيخ الإسلام الجويني ، وابن الصبّاغ المالكي ، و... و....
فلا شكّ إذن في أنّه من الأحاديث «المشهورة التي يعرفها أهل العلم ، وقلّما يخفى ذلك عليهم ، وهو المشهورة التي يعرفها أهل العلم ، وقلّما يخفى ذلك عليهم ، وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاصّ والعام» (١).
* * *
__________________
(١) معرفة علوم الحديث : ٩٣.