وإن كانت تتضمن شيئاً من ذلك فهو غير ضائر لنا ، فإنّ مستند السبط في أمر الولادة غيرها ، ولو كان مأخوذاً منها لتركه كما تركها لضعفها ، فإنّ الضعف إن كان مسقطاً لجميع الرواية عن الاعتبار وموجباً للتحرّج عن إيرادها ، فليس للاستناد إلى بعضها مبررٌ يرتضيه عالمٌ يترفّع عن التعويل على الأخبار الضعيفة.
فليس في نقله الحديث «يروى» بصيغة المجهول أيّ إيعاز إلى الوهن فيه ، بعد ما عرفت حال الرجل في خصوص المقام ، وهو المعهود منه في غير مورد من هذا الكتاب من إرداف الحديث بنقده ، أو تصحيحه ، أو حذفه رأساً لضعفه.
وإنّما جاء به كذلك لتكثّر طرقه الموجب للإطناب إذا تصدّي لسردها ، ولشهرته المغني عن ذكر الأسانيد.
وإنّما الغرض الإشارة إلى إحدى المسلمات بأوجز بيان.
ومثله من علمائنا ما وقع في عبارة السيد رضي الدين ابن طاوس ، المتوفّى سنة (٦٦٤ ه) في (الإقبال).
قال : «روي أنّ يوم ثالث عشر رجب كان مولد مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشر سنة» (١).
فالمسند فيه إلى تلك الرواية هو يوم الولادة ثالث عشر رجب الذي وقع الخلاف فيه ، لا محلّها المجمع عليه ، الذي تضافرت الروايات به وتواترت الأسانيد.
وما كان مثل السيّد ابن طاوس بالذي يخفى عليه جليّة الحال في المقامين ، وهو نابغة العلم وبحاثة الحديث ، وراوية السير.
وقال أحمد بن منصور الكازروني في (مفتاح الفتوح) : «ولدت فاطمة عليّاً عليه السلام في الكعبة.
__________________
(١) الإقبال : ٦٥٥.