وكذا حكيم بن حزام ولدته اُمه فيها.
قلت : وقد أخرج لنا أبو نعيم الحافظ حديثاً طويلاً في فضلها.
إلّا أنّهم قالوا : في إسناده رَوح بن صلاح ، ضعّفه ابن عَديّ فلذلك لم نذكره (١)» (٢).
عرفت أنّ ولادة حكيم فيها ، على تقدير صحّتها ، من جملة الصدف والاتفاقات غير القصدية ، فليس فيها فضل ما غير تلويث البيت بالمخاض ، ويجب تطهيره.
وأين هذه من ولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي فُتح لاُمّه الباب ـ كما في عبارة السبط نفسه ـ ولم يُفتح لغيرها ، بالرغم من جهدهم في ذلك ، كما سبق في أحاديث كثيرة.
أو انشقّ لها جدار البيت فدخلته ـ كما في أحاديث الشيعة ـ؟
ولا يعدو ذلك أن يكون الأمر إلهيّاً قصد به التنويه بِشَرَف المولود المبارك الذي شرَّف البيت بولادته فيه.
وقوله : «فيما رواه ابو نعيم من الرواية المحكوم عليها بالضعف».
فسياق العبارة يعطي أنّها في فضل فاطمة بنت أسد فحسب ، غير متضمّنة لحديث الميلاد الشريف ، فلا يهمنا إذن ضعيفةً كانت هي أو قوية.
__________________
(١) قال العسقلاني في لسان الميزان ٤٦٥ : ٢ : رَوح بن صلاح المصري ، ضعّفه ابن عدي ، وقد ذكره ابن حبّان في الثقفات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون. انتهى.
وقد أخرج المتقي الهندي في كنز العمال ٦٣٦ : ١٣ حديثاً في فضلها عليها السلام عن أبي نعيم الحافظ في المعرفة والديلمي ، وقال : سنده حسن.
(٢) تذكرة الخواص : ١٠.