ونقل عنها أنّها كانت إذا كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعليّ في بطنها لم يمكّنها ، ولذا يقال عند ذكر اسمه : «كرّم الله وجهه» أي كرّم الله وجهه عن أن يسجد لصنم».
أنا لا أُحاول تصديق الرجل في كل ما يقول غير ما أتيت به من كلامه شاهداً لموضوع الرسالة ، فإنّي لا اُصافقه على أنّ فاطمة كانت تسجد للصنم ، وإن كان ابنها أكبر وازع عن عبادة الأوثان.
ولو كات اُجوّز لها تلكم الاُسطورة ، لما عداني اليقين بما ذكره من أمر جنينها.
لكنّي اعتقد أنّ كون الإمام سلام الله عليه في بطنها حملاً ، وتقدير كونها حاملاً له عليه السلام من الله سبحانه منذ الأزل ، كان عاصماً لها عن عبادة الأصنام كبر هان الربّ (العصمة) المانع يوسف عن الزنا.
وهذا هو الذي نعتقده في آباء النبيّ والأئمة عليهم وعليه السلام واُمهاتهم ، فهم مبرّءون عمّا يصمهم في دين أو دنيا.
ولهذا البحث مقالٌ ضافٍ لا يسعه المقام ، وإنّما المراد هنا فذلكة (١) المقام من أنّا لا نقيم لهاتيك الرواية الساقطة وزناً ، وإن وافق راويها في إخراجها ابن حجر في (الصواعق).
ولقد أُسرَّ ناقلها حَسوا في ارتغاء يزيد وقيعة في اُمّ الإمام ، كما تحامل على أبيه المقدّس ، فحكم بكفره لأمر دبَّرَ بليل ، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة.
وأسند عبد الرحمن الجاميّ في (شواهد النبوّة) (٢) حديث ولادة الكعبة إلى بعضهم.
غير أنّه خلط الحابل بالنابل ، وجاء بعثرات لا تقال.
__________________
(١) الفذكلة : مجمل ما فُصل وخلاصته. المعجم الوسيط ـ فذلك ـ ٦٧٨ : ٢.
(٢) شواهد النبوة : ١٩٨ ، ط. المطبعة الحيدرية ـ بومباي ـ سنة (١٢٨٨ ه).